منتدى الجيش الوطني الشعبي Forum de l'Armée Nationale Populaire
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أخي الكريم أختي الكريمة,زوارنا الاعزاء.إدارة منتدى الجيش الوطني الشعبي تدعوكم للتسجيل حتى تكون لكم إمكانية المشاركة في منتدانا...وشكرا
منتدى الجيش الوطني الشعبي Forum de l'Armée Nationale Populaire
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أخي الكريم أختي الكريمة,زوارنا الاعزاء.إدارة منتدى الجيش الوطني الشعبي تدعوكم للتسجيل حتى تكون لكم إمكانية المشاركة في منتدانا...وشكرا
منتدى الجيش الوطني الشعبي Forum de l'Armée Nationale Populaire
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى غير رسمي يهدف للتعريف بالجيش الوطني الشعبي Forum informel visant à présenter l'Armée Nationale Populaire
 
الرئيسيةأحدث الصورقوانينالتسجيلصفحتنا على الفيسبوكالتفسير المقارن (12).. خلق الطيور وإحياء الموتى Oouusu10دخول

شاطر
 

 التفسير المقارن (12).. خلق الطيور وإحياء الموتى

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
morad
مقـــدم
مقـــدم
morad

عدد المساهمات : 1365
نقاط : 1934
سمعة العضو : 21
التسجيل : 22/07/2009
التفسير المقارن (12).. خلق الطيور وإحياء الموتى I_back11

التفسير المقارن (12).. خلق الطيور وإحياء الموتى Empty
مُساهمةموضوع: التفسير المقارن (12).. خلق الطيور وإحياء الموتى   التفسير المقارن (12).. خلق الطيور وإحياء الموتى I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 18, 2011 12:54 pm

]وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ[ (آل عمران)
المثل تعبير تصويري لتوضيح فكرة عن طريق التشبيه والتمثيل، وذلك لأغراض منها تسهيل إيصال الفكرة، ومثاله: "قولك للرجل يتردد في الشيء بين فعله وتركه: أراك تقدّم رِجْلاً وتؤخّر أخرى. فالأصل في هذا: أراك في تردُّدِك كَمَنْ يقدِّم رِجْلا ويؤخّر أخرى. ثم اختصر الكلام وجعل كأنه يقدِّم الرجل ويؤخرها على الحقيقة".
وقد استخدم القرآن الكريم هذا الأسلوب عشرات المرات، كما في قوله تعالى {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}.
كما استخدم الرسول r هذا الأسلوب مرارا وتكرارا، كما في قوله: أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسًا مَا تَقُولُ ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ قَالُوا لَا يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ شَيْئًا قَالَ فَذَلِكَ مِثْلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا. (البخاري)
وقد أكثر المسيح u من استعمال التمثيل كثرة بالغة حتى يبدو أنه لم يكن يتحدث إلا بها، وللتدليل على ذلك أكتفي بسرد مقتطفات مما جاء في الإصحاح 13 من سيرة المسيح التي كتبها متّى، حيث قال: "فِي ذلِكَ الْيَوْمِ خَرَجَ يَسُوعُ مِنَ الْبَيْتِ وَجَلَسَ عِنْدَ الْبَحْرِ، 2فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، حَتَّى إِنَّهُ دَخَلَ السَّفِينَةَ وَجَلَسَ. وَالْجَمْعُ كُلُّهُ وَقَفَ عَلَى الشَّاطِئِ. 3فَكَلَّمَهُمْ كَثِيرًا بِأَمْثَال قَائِلاً:«هُوَذَا الزَّارِعُ قَدْ خَرَجَ لِيَزْرَعَ، 4وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى الطَّرِيقِ، فَجَاءَتِ الطُّيُورُ وَأَكَلَتْهُ. 5وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الأَمَاكِنِ الْمُحْجِرَةِ، حَيْثُ لَمْ تَكُنْ لَهُ تُرْبَةٌ كَثِيرَةٌ، فَنَبَتَ حَالاً إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عُمْقُ أَرْضٍ. 6وَلكِنْ لَمَّا أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ احْتَرَقَ، وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ جَفَّ. 7وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الشَّوْكِ، فَطَلَعَ الشَّوْكُ وَخَنَقَهُ. 8وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَأَعْطَى ثَمَرًا، بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ. 9مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ.........24قَدَّمَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ قِائِلاً:«يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَانًا زَرَعَ زَرْعًا جَيِّدًا ........31قَدَّمَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ قَائِلاً:«يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ حَبَّةَ خَرْدَل أَخَذَهَا إِنْسَانٌ وَزَرَعَهَا..... 33قَالَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ:«يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا امْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا فِي ثَلاَثَةِ أَكْيَالِ دَقِيق حَتَّى اخْتَمَرَ الْجَمِيعُ». (متى 13)
ثم علّق متّى بقوله: هذَا كُلُّهُ كَلَّمَ بِهِ يَسُوعُ الْجُمُوعَ بِأَمْثَال، وَبِدُونِ مَثَل لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُمْ، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ: سَأَفْتَحُ بِأَمْثَال فَمِي، وَأَنْطِقُ بِمَكْتُومَاتٍ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ. (متى 13)
فإذا كان القرآن يستخدم التمثيل بكثرة، وكذلك الرسول r، وهكذا المسيح u، وكذلك الناس عبر التاريخ، فلماذا لا يكون الكلام المنسوب للمسيح في القرآن الكريم من باب التمثيل أيضًا خصوصا أنه امتاز بذلك جدًّا؟
فهذه الآية ]أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ[.. "تعني أنه إذا اتصل بالمسيح شخص عادي وضيع النشأة، ولكنه يمتلك القدرة الفطرية على النمو والارتقاء، وقَبِلَ رسالته، فإن حياته تتحول تحولا كاملا، من رجل يتمرّغ في الوحل، ولا يرى ما وراء اهتماماته الدنيوية وحاجاته المادية، فإذا به يتشكل طيرا محلقا في أجواء السماوات الروحانية. وهذا هو عين ما حدث. إن جماعة الصيادين في منطقة الجليل الذين كانوا محطّ احتقار لوضاعتهم، استحالوا إلى طيور محلِّقة بفضل الدّفعات الكريمة في تعاليم سيدهم، وأصبحوا هم أنفسهم معلمين ربانيين يرشدون بني إسرائيل، ويتحملون كل أنواع العذاب والأذى، ويقدمون التضحيات التي يزدان بها تاريخ أية أمة"
أما قوله ]وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ[ "فكما أن الخلق كان خلقا روحانيا، فإن المرض الذي كان يشفي منه مرض روحاني كذلك. إن رسل الله تعالى أطباء روحانيون. انهم يمنحون البصر لمن فقدوا بصيرتهم، والسمع لمن صمّت أرواحهم، ويبعثون إلى الحياة مَن ماتت قلوبهم وضمائرهم... فالأكمه هو الذي لا يرى في الليل، وهذه الصفة ترمز إلى الشخص الذي يمتلك نور الإيمان ولكنه ضعيف لا يستطيع الصمود أمام الإبتلاء؛ إنه يرى في النهار ما دامت شمس الإيمان مضيئة ولا يحجبها غمام التجارب؛ أما عندما يظلم الليل، وتنسدل عليه ستائر الامتحان، ويحتاج الأمر إلى التضحية والفداء، فإنه يفقد الرؤية الروحانية ويقف في مكانه لا يتحرك. وبالمثل فإن كلمة ]الأَبْرَص[ تعني روحيًّا الشخص الناقص الإيمان، الذي يشوب جلده السليم بقع من الجلد المريض". وقد استخدم القرآن الكريم مثل هذه التعبيرات، كما في قوله تعالى ]صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ[.
"ولا يعني قوله ]وَأُحْيِي الْمَوْتَى[ أنه قد قام فعلا بإعادة الحياة إلى من توفاه الله. إن الذين يموتون موتا حقيقيا لا يمكن مطلقا أن يعودوا إلى الحياة في هذه الدنيا. إن مثل هذا الاعتقاد يتعارض تعارضا تاما وتعاليم القرآن المجيد، إذ يقول تعالى ]حَتَّى إِذَا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ[ (المؤمنون)، ]وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنهُمْ لا يَرْجِعُونَ[ (الأنبياء)". وهناك رواية قاطعة في دلالتها، وهي قصة استشهاد أبي جابر الأنصاري وتمنيه العودة إلى الحياة ليُقتل ثانية، فقد أخرج الترمذي في سننه عن جابر بن عبد الله قال: لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي يَا جَابِرُ مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتُشْهِدَ أَبِي قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا قَالَ أَفَلَا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ قَالَ قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا فَقَالَ يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ قَالَ يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيَةً قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ.
"والقرآن الكريم يعبر صراحة عن منح الحياة إلى موتى الروح بإحياء الموتى ]أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يمْشِي بِهِ في النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ في الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[ (الأنعام)، ]لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَن حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ[ (الأنفال)، ]لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا[ (الفرقان)، ]لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ[ (يس). ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ[. والمقصود بالحياة هنا هو الحياة الروحية والفكرية، إذ لا يعتقد أحد من المسلمين أن النبيّ r قد أعطى الحياة الجسدية لشخص مات جسمه".
"ولقد سردت الآية الكريمة معجزات عيسى u بترتيبها الطبيعي. فأول الأمر ذكرت التغيير في مظهر وطريقة الحياة لدى الذين اتصلوا به ولزموه. لقد تحوّلوا من أهل دنيا إلى رجال ربّانيين؛ وارتفعوا وسموا من التراب إلى أجواء الفضاء. ثم ذكرت الآية بعض العلل والأمراض الروحانية الشائعة التي شفاهم منها المسيح u، إذ حصل العميان على البصيرة الروحية، وشُفِي ذوو الآفات الجلدية من دائهم. وأخيرا أعلنت الآية أن الموتى اكتسبوا حياة روحية جديدة على يد عيسى u. وهذا الذي سردته الآية ليس ترتيبا طبيعيا فحسب، وإنما هو نوع من التدرج في الترقي؛ بلغ ذروته بالنسبة لإصلاح الفرد عندما تمت معجزة بعث الموتى إلى حياة روحية جديدة. ولكن إذا أُخِذت الآية بمدلولها الحرفي، فلن يبدو منها أي ترتيب في حدوث تلك المعجزات. فأين الترتيب في أحداث كخلق الطير من الطين، وشفاء الأعمى والأبرص، وإحياء الموتى؟"
"والذروة الحقيقية في آيات المسيح أو معجزاته تأتي في قوله ]وَأُنَبِّئُكُمْ بمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ في بُيُوتِكُمْ[. يقول أبو البقاء أن لفظتي "نبّأ" و "أنبأ" استُعملتا في القرآن الكريم لإعلان الأمور المتصفة بالأهمية البالغة. ويتضح من هذا أن عيسى u قد أعلن لأتباعه أمورا ذات أهمية عظمى. والعبارة المستعملة من قبيل التشبيه والاستعارة، فـ ]تَأْكُلُونَ[ تعني تُخْضِعون، فالعبارة ]وَأُنَبِّئُكُمْ بمَا تَأْكُلُونَ[ تعني أخبركم بما سوف تُخضعون. أي أخبركم بالفتوحات المقدّر لكم أن تقوموا بها في المستقبل. وقوله ]وَمَا تَدَّخِرُونَ في بُيُوتِكُمْ[ تعني وسوف أطلعكم على الأعمال التي يجدر بكم أن تخلفوها لذريتكم من بعدكم".
جاء في سيرة ابن هشام أن بيْحَرَة بْن فِرَاسٍ قال حين دعا الرسولُ r قومَه إلى الإسلام: "وَاَللّهِ لَوْ أَنّي أَخَذْت هَذَا الْفَتَى مِنْ قُرَيْشٍ لأَكَلْتُ بِهِ الْعَرَبَ". وليس المقصود أنه سيأكل العرب كما يؤكل الطعام، إنما يعني أنه سيُخْضعهم. وهذا التعبير مستخدم في عامّيتنا وفُصحانا.
نقض التفسير التقليدي
التفسير التقليدي لا يأبه كثيرا بالسياق والمنطق، وإلا فما علاقة خلق العصافير بإبراء الأكمه والأبرص؟ وما علاقة هذا بالإنباء عن حلويات؟
ثم لا يتنبه إلى أي ترتيب منطقي، وإلا فهل يُقدَّم إبراء الأكمه على إحياء الموتى؟ وهل يُجمع هذا كله مع مجرد إخبار الأطفال بما خبأته لهم أمهاتهم من فاكهة!!
والأهم من ذلك كله أن التفسير التقليدي يصطدم بآيات قرآنية قاطعة في دلالتها، ففي مسألة الخلق هناك الكثير من الآيات التي تبيّن أن الله وحده هو الخالق، وأنه خالق كل شيء.. لنقرأ هذه الآيات: ]قُل اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ[ (الرعد)، ]وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ * أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَآءٌ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ[ (النحل)، ]إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ[ (الحج)، ]وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُورًا[ (الفرقان)، ]هَذَا خَلْقُ اللهِ فَأَرُوني مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ[ (لقمان) ]قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَّا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَرُوني مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ في السَّمَاوَاتِ[ (الأحقاف). أما الإحياء المادي فهو لله وحده، فو المحيي وحده، وأما مهمة الرسل فهي الإحياء الروحاني كما تقدَّم.
أما قصص الأناجيل التي تتحدث عن إحياء المسيح لبعض الناس من الموت، فهي مبالغة، وإحداها تشير إلى أن المسيح أقام صبيّة من النوم، حيث كانت تبدو كالميتة، ولكنها لم تكن كذلك. ونحن لا ننكر أن المسيح قد شفى المرضى من ذوي الأمراض المزمنة وغيرها، ولا ننكر أن الآية تحمل هذا المعنى أيضا.
ما خطورة التفسير التقليدي؟
1) إصباغ صفات الألوهية على البشر ودعم عقيدة الثالوث، فإذا كان المسيح يخلق ويحيي فماذا تبقى له ليكون إلهًا؟
2) رفعُ قدر المسيح أكثر من سيدنا محمد r الذي وصفه الله تعالى بخاتم النبيين، وهو وصف يدل على الكمال في كل مزيّة، فما من معجزة أوتيَها السابقون إلا وأوتي محمد r أعظم منها، وإذا قلنا إن المسيح خلق وأحيا فمن يسبقه في هذا؟
3) اللامنطق، إذ هل يمكن أن يغفل كتبة الأناجيل عن مسألة خلق المسيح للعصافير لو حدثت، بل إن الوضع الطبيعي أن يبالغوا في المسألة، كما رأينا في مسألة إحياء الموتى، أما أن لا تُذكر رغم الحاجة الماسّة إليها لإثبات ألوهية المسيح أو المبالغة في شأنه فهذا غير معقول بحال.
4) العشوائية، إذ ما مبرر انفراد المسيح بهذه المعجزات؟ ولماذا كان يشفي من هذين المرضين فقط؟ لماذا لم يكن يداوي مختلف الأمراض لو كانت المسألة مادية فقط؟ ولماذا لم يكن يخلق أغناما وأبقارا ما دامت لديه مثل هذه القدرة الإلهية؟ لماذا لم يطلب صحابته منه أن يخلق لهم سمكا وطعاما وشرابا فيستريحون من العمل والصيد؟
وأقصى ما يُمكن أن يُنتقد به تفسيرنا هو أننا فسرنا الطير بالأناس ذوي المراتب الروحانية العالية، وقد ذُكر في مقالات سابقة أن الله تعالى قد وصف رفيعي الدرجات من المؤمنين بالطير كما في قوله ]وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ[. وأما الأكمه والأبرص الروحانيين فما الفرق بينه وبين وصف الصمّ والبكم والعمي الذي تكرر في وصف الكافرين في القرآن الكريم؟ وأما إحياء الموتى فما الفرق بينه وبين ما وُصف به رسولنا r في قوله تعالى ]اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ[؟
ماذا بقي إذن؟ هل جريمتنا في أننا نفسر القرآن بالقرآن؟ هل جريمة أن نُنـزِّه القرآن عن التناقض والخرافات؟ هل جريمة أن نركِّز على العِبَر والمواعظ؟ هل جريمة أن يكون التفسير مُنسجمًا متكاملا متآزرا يشدّ بعضه بعضًا؟
هاني طاهر 2-1- 119
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التفسير المقارن (12).. خلق الطيور وإحياء الموتى
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أدوية أوروبا القديمة.. من جثث الموتى!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الجيش الوطني الشعبي Forum de l'Armée Nationale Populaire ::  الـــــقـــــــــســــــم الـــــــــغــــــيـــــــــر عــــــــســـــــكـــــــــــري  :: مواضيع عامة-
انتقل الى: