إن النواحي الفنية من أنظمة الرقابة لم تكن مفهومة جيدا لسبب وجيه فحتى زمن قصير لم يقم أحد بدراسة علمية لمشكل الرقابة الخاصة باكتشاف المخالفات كان ضئيلا و غير كاف.ومع أن مثل هذه الأبحاث العلمية قد بدأت مؤخرا إلا أنها لا تزال بعيدة عن الكمال.
و من المتفق عليه أن من المستحيل خلق جهاز كامل لفرض رقابة شاملة دقيقة على الأسلحة الإستراتيجية، أي القنابل النووية و الصواريخ العابرة للقارات، و المطارات و القواعد و الطائرات.
و سيتم البحث في بعض أنظمة التفتيش و التي من الممكن أن تتحكم في سباق التسلح
إن وسائل التفتيش تختلف طبعا باختلاف الشيء موضوع التفتيش ومن بين الأهداف الرئيسة للتفتيش الأغراض التالية:
1-مصانع الإنتاج: أ-المواد النووية، ب-الصواريخ و الطائرات، ج-السفن و الغواصات، د-شبكات الدفاع بالصواريخ، ه-أسلحة القوات الأرضية و-عناصر الحرب الكيميائية و العضوية.
2-أعداد كل من: أ- القوات الأرضية وأجهزتها، ب-الصواريخ، ج- الطائرات، د- السفن، ه-الأسلحة النووية.
3- نوع النشاط في الأبحاث العسكرية و التطوير و التجارب
وعليه تكون الدراسة بالتعرض إلى طرق و مواقع المراقبة و التفتيش.
أولا: طرق المراقبة و التفتيش.
1-التفتيش الجوي:
إن فعالية و انخفاض تكاليف التصوير الجوي يجعل منه أداة أساسية صالحة في أية اتفاقية عامة لمراقبة التسلح.فإذا اتفق الأطراف على إغلاق أية قواعد لإطلاق الأسلحة أو أية مصانع لإنتاجها فإن التصوير الجوي حتى من ارتفاعات عالية, يستطيع كشف المصانع أو القواعد السرية، و إذا أثارت بعض الصور المأخوذة من ارتفاعات عالية بعض الشكوك، فإنه باستطاعة المراقبين الأرضيين التأكد من صحة الصور، و الحقيقة أن بإمكان التصوير الجوي على ارتفاع منخفضة أن يغني نهائيا عن أية رقابة أرضية.
فإذا أخذنا مثلا مساحة الكتلة الشيوعية سابقا و التي تبلغ حوالي 14 مليون مربع، و الكتلة الغربية نفس الرقم تقريبا، فيمكن تغطية كل هذه المساحات الشاسعة بطيران 1500000 ميل طولي.
وهذا يتطلب 500 رحلة طيران ناجحة، أو حوالي 7000 رحلة إذا أخذنا بعين الاعتبار أحوال الطقس، و كل ما قد يحدث لإعاقة الطيران، و هذا يتطلب 180 طائرة استكشاف لإنهاء المسح خلال سنة واحدة.و لما كان التصوير الجوي سيتم على مراحل، و حسب المناطق المتفق على فتحها للاستكشاف تدريجيا، فإن جزء صغير من هذا العدد يكفي لمسح 20 % من كل المساحة خلال السنة الأولى.و يلزم حوالي 1500 خبير لدراسة و تحليل الصور الناتجة عن الرقابة، إذا طبق على كافة المساحة مرة واحدة.أما التفتيش الدوري فلا يحتاج إلى أكثر من 300 خبير و 40 طائرة وهذا يكفي لعمل مثمر لجهاز الرقابة خلال العام الأول...يُتبع.....