المدفعية ذاتية الحركة تسعى القوات العسكرية التي تقتني نظماً جديدة وتحدث قدرات النيران غير المباشرة الحالية لقواتها المناورة بشكل متزايد لحيازة حلول للمدفعيتين الذاتية الحركة والمقطورة الخفيفة الوزن .
لا يتعلق الأمر بالمدفعية الأنبوبية التقليدية فحسب بل تنضم إليها المدفع الصاروخي ومدفعية الهاون . وقد تم إحالة الأخيرة التي تعتبر مدفعية الفقراء إلى دور دعم المشاة وهي تنعم بنهضة مع تطوير مجموعة منها إلى نظم ذاتية الحركة باتت راسخة جداً في السوق وتجمع بين المدى والدقة المحسنين .
مقارنة بالنظم المجنزرة فإن النظم المدولبة تقدم تكاليف شراء ومصاريف خدمة إبان عمرها العملي مخفضة وهي قادرة على الانتشار ذاتياً على مسافات كبيرة ربما أيضاً عبر الجو باستخدام طائرات C-130 Hercules و A400M رغم ذلك يتم وضع النظم المجنزرة المتوسطة الوزن في الخدمة أيضاً تكميلاً لها خصوصا بالنسبة إلى المستخدمين الذين يطلبون قدرة قتالية عالية المستوى .
إن احد الحلول الذي تسعى دول عدة لحيازته يتمثل في تركيب برج للاستخدام العام على مجموعة واسعة من الشاسيات . فبولندا هي في صدد نشر التشكيلات الأولى من مدافع الهاوتزر الذاتية الحركة المجنزرة akraba عيار 155مم وطوله 52عياراً بحلول2012 . يشمل نظام krab البرج AS90/52 Braveheart من BAE Systems ويبلغ مداه 41.5كم والشاسي المجنزر السريع الحركة للاستخدام العام المطور من قبل OBRUM .
اختارت استراليا مزيجاً من المدفعية الذاتية الحركة والمقطورة السريعة النشر لبرنامجها البري Land17 بقيمة 400مليون دولار. وقد دخل في المنافسة على هذا العقد المدفع K9 Thunder من Samsung Techwin الذي ألتزمته Raytheon Australia والمعروف محلياً باسم AS-9 والمدفع PzH2000 من Krauss-Maffei Wegmann الذي تترأسه KMW و BAE Systems Australia وكلاهما نظامان مجنزران تقليديان . بالنسبة للنظام المقطور علم أن المدفع الوحيد المعروض هو M777A2 من BAE Systems والذي بموجب الشرط الأساسي المطلوب لا يمكن أن يتعدى وزنه 5000كغ لضمان قدرة نقله بواسطة طوافة CH-47 Chinook .
تستعد الهند أيضاً لتبني الحلول المدولبة تلبية لمطلب النيران غير المباشرة المتمثل ب 180 مدفعاً 155مم بطول52عياراً بمدى 42كم. وقبل إصدار طلب استدراج عروض بقليل أعلنت الهند عن مطلب ل140 قطعة مدفعية مقطورة عيار155مم بطول 39 عياراً . ويتوقع أن يكون في صلب المنافسة المدفع M777 ومدفع الهاوتزر الخفيف الوزن Pegasus عيار 155مم/39 عياراً زنة 5400كغ .
إن المدفع M777A2 مصمم ومطور في بريطانيا رغم أن كلبون الذي أطلقه للخدمة هو سلاح المارينز الأميركي. يمكن نقل النظام بواسطة طوافة UH-60 Blackhawk ويبلغ وزنه 4200كغ ويستطيع هذا النظام الذي يبلغ طول سبطانته 39عياراً أن يحقق مدى 24كم باستخدام الذخائر القياسية ويصل مداه إلى 30كم باستخدام الذخائر المعززة بالدفع الصاروخي . وبينما يبقى العيار 155مم هو عماد نظم المدفعية فإن المدفع الخفيف L118/9 Light Gun عيار 105مم من BAE Systems يبقى مسيطراً لدى كلبائن الذين يطلبون العيارات الخفيفة الذي يزيد عددهم على العشرين ويشملون الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا بالإضافة إلى البحرين واستراليا ونيوزيلندا . والمنافسة الرئيسية معه تأتي من مدفع LG1 من Nexter الذي يمكن إيجاده في الخدمة لدى فرنسا وبلجيكا وكندا وتايلاند واندونيسيا ويمكن أن يبلغ مداه 11400م .
تعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من دول عدة تبنت المدفع Caesar (المدولب) . الذي يستخدم المدفع المقطور TRF1 مركباً في مؤخرة الشاحنة . وهناك خطط لوضع ثلاثة أفواج من مدفعية Caesar في الخدمة لدى الحرس الوطني السعودي باستخدام 80 نظاماً على شاحنات Mercedes تم طلبها . يستخدم النظام Caesar ذو الدفع بالعجلات الست مدفع عيار 155مم وطول سبطانته 52مم وقد تم طلبه أيضاً من قبل فرنسا ووضع على شاحنات Sherpa . وتعتبر تايلاند كلبون الثالث لمدفع Caesar بطلبها 24 نظاماً .
أما نظام ATMOS من Soltam فيتمثل بوضع المدفعية المقطورة ATHOS الخاصة بالشركة من عيار 155مم وطول سبطانة L39وL45وL52 على مؤخرة شاحنة Tatra بالدفع 6x6 أو 8x8 مع مجموعة من الذخائر المتنوعة . وقد بيعت هذه النظم إلى عدد من الدول بما فيها إسرائيل .
لعل احدث نظام يضاف إلى مجموعة المدافع الذاتية الحركة هو المدفع
AGM-Pizarro المركب على مركبة القتال المدرعة Ascod Pizarro منGeneral Dynamics يزن الشاسي المقوى أقل من 32 طناً ويحمل سبطانة المدفع من KMW ويوفر القدرات نفسها التي للمدفع PzH2000 الأكبر حجماً بكثير. يؤمن النظام مستويي الحماية البالستية والمضادة للألغام على المستوى Level 3و3B مع مدى 500كم للمركبة وسرعة 60كم في الساعة . إن نظام Danaمن الشركة السلوفاكية ZTS هو مدفع عيار 152مم ظهر في الحقبة السوفيتية وتطور إلى النظام Zuzana عيار 155/52 عيار ما بعد الحرب الباردة . تستخدمه القوات المسلحة السلوفاكية بأعداد كبيرة كما تبنيه من قبل الحرس الوطني القبرصي.
يستند نظام Archer من BAE Systems إلى شاحنة Volvo 6x6 مع مدفع هاوتزر FH-77 B05L52 عيار 155مم مركب على مؤخرتها . تم طلب هذا النظام من قبل السويد وتبدي الدنمرك اهتمامها به وهو يحمل 24 قذيفة جاهزة للإطلاق ويستطيع رمي 20 طلقة في دقيقتين ونصف الدقيقة . وقد تم التركيز على حمايته من الألغام حيث أن حجرة الطاقم محمية إلى المستوى Level 3 بحسب مقاييس ناتو Stanag 4569 .
تم تصميم المدفع G6-52 الفريد حول شاسي خاص به بدلاً من مركبة تكتيكية جاهزة . وقد شكلت Rheinmetall فريقاً مع Denel لعرضه مع المدفع L52 عيار 155مم المستخدم في النظام PzH2000 للهند وغيرها من الدول .
كذلك شكلت Denel فريقاً مع General Dynamics لدمج مدفعها LEO عيار 105مم في برج ليكون مدفعاً ذاتي الحركة مثبتاً على مركبات من نوع Piranha . عرض هذا الائتلاف كذلك باستخدام المدفع L57 الذي يصل مداه إلى 30كم باستخدام القذائف المعززة بالدفع الصاروخي ويهدف تطويره لإيصال وزنه إلى 2500كغ بنموذجه المقطور .
تخطط Rheinmetall لتطوير نظام للجيل المقبل تحت عنوان MOUT2020 (العمليات العسكرية في المناطق المأهولة 2020) يتمثل ببرج للنيران متعدد الأدوار القتالية غير المباشرة لحرب الشوارع . تتوقع الشركة أن يكون المدفع من عيار 90-105مم ذات سبطانة محلزنة طولها 42-50عياراً (L12-50) وهو يتطلب حشوه وذخيرة مزدوجة القطب . ويتم وصف النظام بأنه يملك إمكانية خفض السبطانة لإطلاق النار المباشرة, تسعى الشركة لإيجاد شريك صناعي أو حكومي لتمويل عملية التطوير مع هدف بناء نموذج برهاني في 2011-2012 والتوصل إلى وضعه في الخدمة سنة 2012.
من جهة ثانية فإن ظهور مدافع الهاون التي يتم تلقيمها من المغلاق والمركبة في برج وتوفر قدرة مضادة للدبابات قد شهدت نهضة بالنسبة لنظم الهاون . وقد استحقت شركت Patria التفاته مهمة من خلال مدفع الهاون المتقدم AMOS الذي يتمثل بماسورتي هاون موضوعتين في برج يستخدم التلقيم شبه الأوتوماتيكي بواسطة المغلاق مع نمط ناري عال يمكن أن يصل إلى 3طلقات في ثلاث ثوان وقد يصل إلى 6 طلقات ضمن مهمة القصف المتزامن بطلقات متعددة (MRSI) .
وحتى الآن كانت فنلندا والسويد الوحيدتين اللتين وضعتا برج AMOS في الخدمة على متن مركبتي AMV و CV90 على التوالي ويذكر أن العديد من الدول قد قيمته وجربته كما أن السويد جربته على متن القارب القتالي Combat Boat 90 .
إن لخيار السبطانة المزدوجة ميزات عدة لكن الوزن المنخفض ليس إحداها ولتوفير حل اقل وزناً أطلقت شركة Patria مدفع الهاون الجديد NEMO عيار 120مم زنة 1500كلغ المركب في برج والذي يستخدم الذخيرة نفسها الخاصة بنظام AMOS . وقد تم اقتناؤه أولاً من قبل سلوفينيا التي دمجته مع المركبة التضمينية المدرعة AMV من الشركة نفسها والتي تستطيع حمل ما يصل إلى 60طلقة. من جهة ثانية يستمر نظام الهاون المدرع AMS عيار 120مم من BAE Systems في الخدمة لدى الحرس الوطني السعودي على متن مركبة Piranha. كذلك طورت شركة Huta Stalowa Wola البولندية أيضاً مؤخراً مدفع هاون عيار 120مم يتم تلقيمه بواساطة المغلاق . ووضعت روسيا منتجات مماثلة في الخدمة منذ الثمانينات. والمثال الأحدث هو نظام المدفع / الهاون الذاتي الحركة 2S31 Vena الذي يستخدم على متن مركبة BMP-3 معدلة. أما النظام Weisel عيار 120مم من Rheinmetall فيزن 4100كلغ فقط وطاقمه مؤلف من ثلاثة أفراد داخل المركبة مع إمكانية إطلاق القذائف الثلاث الأولى في 20ثانية ويمكن نقله بواسطة طوافة CH-53G وتم تسليم نظامين سيتم إرسالهما إلى أفغانستان مع مطلب للمزيد منها. كذلك طورت Norinco الصينية نظاماً ذاتي الحركة حول مركبة القتال المدرعة السداسية الدفع الخاصة بها WZ-551. وأيضاً تقوم BAE Systems ببناء مركبة مدفع هاون NLOS للأهداف غير المباشرة ضمن برنامج نظم القتال المستقبلية FCS الأميركية الموضوعة قيد التجربة حالياً .
يستمر استخدام نظم الهاون التقليدية التصميم الموضوعة في مؤخرة ناقلات الجند المدرعة. وتستخدم فرق ألوية القتال الأميركية المجهزة بمركبات Stryker مدفع الهاون CARDOM عيار 120مم المتميز بالارتداد التلقائي المبرمج كمبيوترياً وهو سريع النشر بعيد المدى ويستطيع نظام CARDOM تحقيق مدى 8كم بإطلاق القذيفة الأولى خلال 30 ثانية. وتم وضع نموذج مماثل في الخدمة من قبل دولة افريقية على متن شاحنة Mercedes . كذلك فإن نظام Bighorn المماثل من RUAG هو احد الحلول المعروضة الأخرى. كما أن نظام الهاون الفائق السرعة SRAMS عيار 120مم من ST Kinetics طلبته الأمارات العربية المتحدة بوضع 48 نظاماً على متن مركبة RG-31 الرباعية الدفع من BAE Systems وعرف باسم العقرب الأسود Black Scorpion.
يمكن إضافة راجمات الصواريخ إلى مدافع الهاون والمدفعية التقليدية. وتطلب هذه الراجمات على أنها الوسيلة الوحيدة لتحقيق المدى البعيد جداً للنيران ضمن نظام قابل واقعياً للنشر التكتيكي. ولعل المثال الأبرز على ذلك هو نظام المدفعية الصاروخية ذو الحركية العالية HIMARS من Lockheed Martin الموضوع على شاسي FMTV ويستخدم راجمة بها ستة صواريخ MLRS أو صواريخ ATACMS وتستخدم في الأولى الذخيرة الموجهة GMLRS وتستطيع الاشتباك مع الأهداف على مدى 45كم بينما تصل صواريخ ATACMS إلى مدى 300كم. والنظام HIMARS يستخدم من قبل الفيلق الأميركي المجوقل الثامن عشر. كانت بريطانيا بصدد تطوير نظامها الخاص ضمن برنامج LIMA WS(R) لكن ذلك تم الغاؤه مؤخراً. وتتولى سلوفاكيا تحديث أسطول راجمات RM-70 على شاحنات Tatra بالتعاون مع Diehl و Honeywell لتتمكن من أطلاق القذائف الصاروخية MLRS عيار 227مم وأيضاً القذائف الصاروخية التقليدية عيار 122مم. كذلك فإن بولندا تبنت عملية تحديث شركة Roxel لدفع قذائفها الصاروخية عيار 122مم المستخدمة في نظام BM21 لمضاعفة مداها إلى 41كم .