guermat rabah نقـــيب
عدد المساهمات : 823 نقاط : 69 سمعة العضو : 2 التسجيل : 25/12/2008
| موضوع: قمة" الخلاف السوري- المصري الأحد يناير 25, 2009 9:33 pm | |
| نجح العرب في "الاتفاق على عدم الخلاف"، أو على الأقل نجحوا في كتم خلافاتهم وعدم إخراجهم إلى العلن، ونجحت قمة الكويت في أنها لم تفشل ولم تنفجر... وإذا كانت النتائج جاءت دون مستوى التوقعات والانطباعات التي سادت بعد لقاء المصالحة، فإنها بالتأكيد جاءت فوق مستوى التوقعات التي سادت قبل القمة وغلب عليها التشاؤم الشديد.
لم تكن قمة الكويت قمة "تكريس الانقسام العربي"، وإنما كانت قمة "ضبضبة الخلافات وتجاوزها"، حيث لعبت مبادرة العاهل السعودي دورا في "لجم" الخلاف المستحكم ومنع انفجاره في الكويت أو تأجيل انفجاره حتى إشعار آخر يمكن أن يكون مطلع الربيع المقبل عندما يحين موعد القمة العربية العادية في الدوحة.
لم تصل قمة الكويت إلى "تصادم" وإنما انتهت إلى "توافق"، وإن كان توافقا على "اللاشيء"، أعاد القمة إلى عنوانها الأساسي "الاقتصادي" وأفرغها من أي مضمون سياسي. فلا كانت "قمة قرارات" كما أرادها الرئيس السوري، ولا أعطت الدعم لـ"المبادرة المصرية" كما أراد الرئيس المصري، ولا تبنت توصيات قمة الدوحة الطارئة، ولا اتخذت موقفا من المبادرة العربية للسلام... قمة الكويت لم تعط أحدا ولم تقرر في المسائل السياسية المتنازع عليها شيئا... وكانت النتيجة أن أحدا لم يخرج غاضبا، وأن أحدا لم يخرج راضيا...
ثمة ملاحظتان واستنتاجان أساسيان يمكن الخروج بهما في ختام قمة الكويت واستنادا إلى مجريات ومداولات الفترة الواقعة بين لقاء المصالحة والبيان الختامي:
الملاحظة الأولى: أن أجواء الانفراج التي اخترقت القمة وباغتتها بفعل المبادرة السعودية للمصالحة والوحدة، لم تصمد طويلا ولم تنسحب على أجواء المناقشات على مستوى وزراء الخارجية في عملية الإعداد للبيان الختامي، ولم تثمر اتفاقا في أي من المواضيع الأساسية... وهذا يعني من جهة أن الخلاف العربي كبير وليس بسيطا، وأنه ليس مجرد خلاف على تكتيكات ومناورات وإنما يحمل ملامح "خلاف استراتيجي" حول الخيارات والتوجهات في صراعين: الصراع القديم العربي– الإسرائيلي، والصراع المستجد العربي– الإيراني...
ويعني من جهة أخرى أن المبادرة السعودية إلى فتح صفحة جديدة لا تستند إلى تحضيرات ومناخات منسقة مسبقا، ولا إلى أرضية سياسية مشتركة حاليا، وإنما فاجأت الجميع وأربكتهم ليعود كل طرف، عند النزول إلى تفاصيل البحث السياسي وإلى عملية تسجيل النقاط والمكاسب، إلى تموضعه الأساسي وإلى المربع الذي كان فيه قبل الكويت.
الملاحظة الثانية: أن الخلاف السوري– المصري المتفجر أثناء وبعد حرب غزة يطغى على ما عداه، وهذا الخلاف انكشف واتسع في قمة الكويت بدل أن تضيق الهوة بين الطرفين، حتى ليكاد الصراع العربي– العربي أن يختصر حاليا بالصراع المصري– السوري على امتلاك الورقة الفلسطينية، حيث ترى مصر أحقية ومصلحة لها في امتلاكها نظرا للصلة الوثيقة بين غزة وأمنها القومي... فما حدث بين مبارك والأسد كان "مصافحة وليس مصالحة"... وبالفعل دارت "المفاوضات" حول قرارات القمة بين الجانبين السعودي– المصري من جهة والسوري– القطري من جهة مقابلة من دون تعليمات قيادية ورئاسية جديدة، ومن دون تغييرات أملتها مناخات قمة المصالحة المستجدة.
ولم تقتصر الخلافات على المبادرة العربية والمبادرة المصرية ومقررات الدوحة، وإنما تجاوزتها إلى موضوع إغاثة وإعمار غزة، حيث أصرت قطر على عدم منح المال للسلطة الفلسطينية، وأصرت القاهرة والرياض على عدم تسليم المال لحركة حماس. وعكس هذا الخلاف "المالي" خلافا سياسي محتدما حول مسألة التمثيل الفلسطيني ولمن يكون القرار ولمن تكون السلطة في المستقبل القريب...
وبين الحرص على عدم الإطاحة بانفراجات "المصالحة السعودية"، وصعوبة الوصول إلى توافق وقواسم مشتركة، كان المخرج بعدم الخروج بمقررات وإحالة الوضع برمته إلى "المتابعة" على أساس مبادرة العاهل السعودي، على أمل اللقاء في القمة العربية المقبلة، وفي الدوحة... |
|