تكنولوجيا الليزر القتالية في ترسانة الجيش الأميركي البرية يوشك الجيش الأميركي من جهته على امتلاك تكنولوجيا الليزرالقتالية في ترسانته البرية، والتي تستعمل في المراحل الأولى لوظائف الدفاع القتالي. ويبدو أن الجيش الأميركي يخصص القدرات التكنولوجية الليزرية في البداية لحماية جنوده من مخاطر القذائف الصاروخية وقذائف المدفعية ومدافع الهاون.
وقد أعلنت شركة بوينغ Boeing عن نجاحها في إنجازعمليتي مراجعة رئيسيتين لبرنامج نظام البرهان التكنولوجي لأشعة الليزرالعالية الطاقة (HEL TD ) لصالح الجيش الأميركي، وتركيبه على شاحنة نقل تكتيكي HEMTT تتمتع بقدرة موسعة على التحرك.
وقد سمحت التجارب الوظيفية للنظام، في حزيران/ يونيو 2009، بدراسة العناصرالرئيسية التي تتيح نشر نظام سلاح ليزري صلب التكوين من الجيل الجديد في الخدمة الميدانية.
ويعتبر نظام HEL TD حجر زاوية بالنسبة لبرنامج الليزرالعالي الطاقة الخاص بالجيش الأميركي.
وسيكون نظام التحكم بالشعاع BCS قادراً على اكتساب هدف معين وتتبعه واختيار نقطة تركيز عليه، وخلال الوقت نفسه يستلم النظام الشعاع الليزري من جهاز توليد الشعاع، يعيد تشكيله وتوجيه مساره، وتركيزه على الهدف. ويتضمن هذا الجهاز عدداً من المرايا والمعالجات والمستشعرات البصرية الفائقة السرعة التي تجعله يتفاعل بسرعة فائقة مع هجمات القذائف الصاروخية والمدفعية وقذائف الهاون.
يتمثل النجاح الذي حققته بوينغ بداية العام 2010 بانتقال برنامج الليزر العالي الطاقة HEL TD إلى مرحلة التصنيع. فقد قال غاري فتزماير:" إن سلاح الليزر الصلب التكوين هذا سوف يوفر للمقاتلين قدرات الرد على القذائف الصاروخية والمدفعية وقذائف الهاون بدقة فائقة وبسرعة تساوي سرعة الضوء."
هذا وقد تم التخطيط لتجربة نظام HEL TD على أهداف حقيقية في السنة المالية 2011، ولكن باعتماد شعاع بديل منخفض الطاقة بدلاً من شعاع الليزر الأساسي الفائق الطاقة، وذلك على حقل رماية الصواريخ في ولاية نيومكسيكو.
وتجدرالإشارة في هذا المجال، إلى أن شركة بوينغ تتصدر قائمة المطورين لنظم الليزر العالية الطاقة لمجموعات مختلفة من التطبيقات الخاصة بالمحاربين. وتتضمن هذه الأنظمة: الليزر المحمول جواً Airborne Laser ، نظام الليزر التكتيكي المتقدم Advanced Tactical Laser ونظام الليزر ذي الإلكترونات الحرة Free Electron Laser ونظام ليزر أفنجر Laser Avenger نظام الليزر المحمول جواً ونظام الليزر ذو الإلكترونات الحرة بالإضافة إلى النظام التكتيكي العامل بواسطة المرايا Tactical Relay Mirror System وغيرها.
في التطبيقات ضد الأفراد وانعكاساتها وضرورة الحماية أعلنت شركة ليزر إنرجتيكس Laser Energetics الأميركية في الشهر السادس من العام 2009 عن إطلاق تكنولوجيا أشعة الليزرغير المميتة والخاصة بأسواق الإستعمالات العسكرية وأسواق الأمن الداخلي.
وقد أطلقت ليزر إنرجيتيكس نظام دايزر الشعاعي الليزري القتالي. وأعلنت الشركة المذكورة أن نظام "دايزر" هذا سوف يطلق بطرازين هما طراز ديفندر Defender وطراز غارديان Guardian .
تستطيع هذه التكنولوجيا الليزرية غير المميتة أن تصيب الأشخاص الذين يشكلون تهديداً بفقدان الرؤية والتوازن لفترة مؤقتة. فيمكن السيطرة على التهديد من مدى متر إلى مدى 2400 متر. فيقوم السلاح بإصدار شعاع ليزري أخضر اللون لا يضر بالعيون بقطر قدم واحدة أو 8 أقدام بحسب الطراز، والذي يسبب تلفاً مؤقتاً للرؤية بالإضافة إلى فقدان التوازن والغثيان والإستفراغ. مما يتيح السيطرة على مصدر التهديد وإحباط قدرته على المناورة.
وبحسب قول روبرت باتّيس المدير التنفيذي لشركة ليزر إنرجيتيكس: "هذه الأسلحة الإنسانية النزعة تستطيع أن تحافظ على حياة مستعملها وحياة من يهدده عن مسافة بعيدة." ويضيف باتيس بالقول:" لم يعد من الضروري بعد الآن بالنسبة لرجل الأمن أو العسكري أن يعرِّض حياته للخطر بجعل من يهدده يقترب منه لكي يقوم بالإشتباك معه."
لكن التسريب المخطط والمتعمد لنبأ عن استخدام بندقية الليزر التي تخطف الأبصار في ساحة المعركة يمكن أن يحدث الخوف ويخفض من الروح المعنوية على الجانب الآخر من الجبهة، فالبندقية تصدر ومضات ليزرية تسبب الإعماء المؤقت أو الدائم.
مع المستقبل القريب، سوف يزدهر سلاح الليزر لإعماء الجنود في أرض المعركة، حيث يتميز بكلفته المنخفضة، وخفة وزنه، مما يساعد على الانتشار عملياتياً ، الأمر الذي يزيد من هول وفاعلية أسلحة الليزر في ميدان القتال، وسوف يؤدي ذلك إلى تأثيرات بالغة على رجل المشاة، حيث يجد نفسه مضطراً لمجابهة تهديد صامت يختلف في كنهه عن باقي التهديدات التقليدية.
ويلزم إدراج هذا التهديد ضمن برامج التدريب، مع تصميم المناهج وإصدار التعليمات وتوفير الإجراءات المضادة للتعامل الآمن مع هذا التهديد الخطير. ولا شك أن معدلات إصابة العيون ستزداد إلى الحد الذى يجعل من أطباء العيون في هذا المجال شيئاً نادراً؛ وما لم يتوجه الأخصائيون للتعمق في هذا المجال في وقت السلم، فلن يتوفر في زمن الحرب العلاج اللازم.
وهكذا يتفنن العقل البشري في تقديم واستنباط أسلحة تفتك بالعين البشرية، حيث يستخدم شعاع الليزر فى إعماء العيون البشرية، وهو الشعاع نفسه الذي يستخدمه الأطباء في غرف العمليات لإنقاذ آلاف العيون من العمى!
وإذا كان الغرض هو التأثير على الجندي، فإن استخدام الليزر عالي القدرة يمكن أن يشعل النار في الجندي ومعدّاته، وأن يحدث به جروحاً خطيرة قد تتسبب في وفاته.
فإلى أي حد سوف تتأثر الروح المعنوية للجندي في أرض المعركة بينما يجد نفسه معرّضاً لأن يفقد بصره كلياً فى لمحة بصر خاطفة نحو أرض العدو؟ وإن لم يتوفر إخصائيو العلاج فإن الأمر سوف يستعمل للتأثير أساساً على الروح المعنوية، ولن يغامر أحد ببصره ما لم تتوفر الحماية التامة والعلاج الناجح.
وتتمثل وسائل الحماية والوقاية في حرمان شعاع الليزر من الوصول إلى العين البشرية باستخدام مرشحات FILTERS مناسبة، وليس هذا بالأمر السهل نظراً لصعوبة تحديد تردد الليزر المعادي مسبقاً، علاوة على دخول نظم الليزر التي يمكن توليف ترددها، مما يصعّب كثيراً من إجراءات المواجهة.
ويعتبر تحديد التردد الليزري الذي يهدد الجندي أمراً حيوياً في المعركة، ونظراً لأن الرؤية تقل أصلاً بسبب الدخان والضباب والأتربة، علاوة على أن الرؤية تكون محددة أصلاً في الظلام، فإن إضافة مرشحات تحجب حيزاً من الطيف تشتم خطورته، لأن ذلك يقلل كثيراً من كفاءة مراقبة أرض المعركة، وهكذا فإن كفاءة المراقبة تتناسب عكسياً مع درجة الحماية المطلوبة للعين، الأمر الذي لا يوفر الرؤية المناسبة للقتال.
تتبع وتدمير الطائرات دون طياربرهنت شركة بوينغ في شهر أيار / مايو 2010 عن قدرة أنظمة أسلحة الليزر المتحركة على القيام بمهمة فريدة وهي تتبع وتدمير الطائرات دون طيار الصغيرة.
فخلال التجارب التي تمت بإشراف سلاح الجو الأميركي، في مركز البحرية الأميركية للحرب الجوية في قاعدة تشاينا لايك في كاليفورنيا، تم استخدام مصدر التهديف المتحرك النشط للاختبارات المدمجة. (MATRIX ) والذي تم تطويره في شركة بوينغ ؛ حيث أجري تسليط شعاع ليزري واحد فائق السطوع باتجاه خمس طائرات دون طيار صغيرة من مسافات مختلفة، وتم إسقاطها.
وقام نظام لايزر أفنجر (Laser Avenger ) ، وهو يمثل بادرة ممولة من قبل بوينغ، بإسقاط طائرة دون طيار أيضاً. وقد أجريت هذه التجارب بإشراف ممثلين عن سلاح الجو الأميركي .
كما حققت البحرية الأميركية النجاح في تجاربها لتدمير طائرات دون طيار بالليزر في سيناريو قتالي بحري متكامل بدءاً من تتبع الهدف إلى تدميره، وذلك ضمن برنامج البحرية الأميركية لنظام سلاح ليزر .LaWS.
فقد قامت قيادة النظم البحرية الأميركية بدعم من مركز حروب سفن السطح في دالغرن، للمرة الثانية على التوالي بعملية تتبع واشتباك وتدمير أحد التهديدات المتمثلة بطائرة دون طيار أثناء طيرانها في 24/5/2010 في جزيرة سانت نيكولاس في كاليفورنيا .
وكانت هذه المرة الأولى التي يتم فيها تسجيل عملية تدمير متكاملة بدءًا من الكشف إلى الاشتباك بشعاع الليزر وتدمير الهدف المهدِّد في سيناريو قتالي يجري فوق الماء .
وقد تم الاشتباك مع طائرتين دون طيار وتدميرهما ضمن البيئة البحرية خلال التجارب. وتشكل هذه المجموعة الثانية للتجارب الناجحة التي أجريت ضمن برنامج البحرية الأميركية لنظام سلاح الليزر LaWs .
جرت عملية إطلاق الشعاع الليزري التجريبية بالتعاون مع مكتب نظم الطاقة الموجهة والأسلحة الكهربائية (DE&EWS) التابع لقيادة النظم البحرية الأميركية ومكتب البرنامج التنفيذي للنظم الحربية المدمجة (PEO IWS) وفرع الصواريخ في شركة رايثيون Raytheon و مركز حروب سفن السطح NSWC في دالغرن، وقد تم إطلاق الليزر عبر موجّه للشعاع، ُركَّب على قاعدة KINETO خاصة بالتتبع، يجري التحكم بها بواسطة نظام السلاح للقتال القريب طراز MK15 .
وقد تم تدمير جميع الطائرات دون طيار بواسطة ما يعتبر أول تطوير تقني لنظام سلاح بالطاقة الموجهة لصالح قطاع نظم السطح في البحرية الأميركية .
يقول الكابتن دايفد كييل مدير البرنامج: " إن نجاح هذه الجهود يثبت رسمياً فعالية نظم الطاقة الموجهة والأسلحة الكهربائية في البيئة البحرية. وإن إجراء المزيد من التطوير والدمج لأجهزة الليزر الأكثر قوة ضمن نظام LaWS التابع لنظم السطح في البحرية الأميركية، سوف يزيد من مدى قدرة الاشتباك ونوعية الأهداف التي من الممكن أن يتم الاشتباك معها وتدميرها بشكل ناجح ."
ويتولى مكتب نظم الطاقة الموجهة والأسلحة الكهربائية تحويل التكنولوجيا من المختبر إلى أنظمة نماذج أولية يصار إلى تطويرها واختبارها لتغدو صالحة للتطوير العملياتي وبالتالي الاستعمال. وتتضمن إحدى التكنولوجيات التحويلية التي يتم تطويرها أسلحة ليزرية تتيح الاشتباك بسرعة الضوء على مدى تكتيكي بعيد، مع إحراز المزيد من الاقتصاد في التكلفة، وعبر الحدّ من استعمال الصواريخ الدفاعية والقذائف .