....................................ومن اسباب الانتحار كدلك.....................................................
6 حالات انتحار بسوق أهراس بسبب الفشل في الدراسة
وشهدت ولاية سوق أهراس خلال العام الفارط العديد من حالات الانتحار كانت أغلبها لتلاميذ وطلبة جامعيين، وفي حصيلة للدرك الوطني بولاية سوق أهراس، فإن عدد حالات الانتحار بلغ ستة وتراوحت أعمار المنتحرين من 14 سنة إلى غاية 22 سنة، كما اختلفت طريقة الانتحار فمنهم من قام بشنق نفسه ومنهم من تعاطى الأدوية أو مبيدات الحشرات وذلك إما لعدم رضاهم عن نتائجهم المدرسية أو بسبب خوفهم من الأولياء. وبالمقابل، اهتزت بلدية ويلان ذات يوم على وقع حالة انتحار لتلميذ في السنة النهائية، ويتعلق الأمر بالمدعو ''ش. م''، حيث قام بإلقاء نفسه من نافذة القسم بالثانوية التي يدرس بها وذلك خوفا من تكرار رسوبه في شهادة البكالوريا، ولم يستطع أحد من الزملاء أو المعلم الذين كانوا في حالة ذهول من منعه عن إلقاء نفسه، ليلحقوا به إلى الساحة الخلفية للمدرسة، أين وجدوه يسبح في دمائه ولم يتمكنوا من إسعافه، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة في عين المكان.
أغرقت نفسها في صهريج مياه بارد بسبب الفشل في البكالوريا
وتمكنت إحدى طالبات الثانوية ببلدية تارقالت التي فشلت في محاولتين للانتحار شنقا في بيتها العائلي ثم عن طريق بلع أقراص الدواء، من الاهتداء إلى وسيلة أخرى لم تنتبه إليها الأسرة، ألا وهي الانتحار عن طريق إغراق نفسها داخل صهريج للماء البارد. الطالبة التي لم تنجح في شهادة البكالوريا بعد سنوات الجد والكد، لم تهضم رسوبها ولم تهضم كون من كانت تساعدهن طيلة العام أصبحن جامعيات، فيما تعيد هي السنة. هذه الواقعة سببت للطالبة صدمة نفسية حادة تغاضت عنها الأسرة، وتركتها تواجه متاعب أخرى في العام الموالي دون أن تنتبه إلى نفسية البنت التي حاولت بشتى الوسائل إدخال فرحة النجاح في البكالوريا إلى قلب أسرتها ككل. كما أقدمت مؤخرا، التلميذة ''ب. ذ''، 15 سنة، القاطنة ببلدية مدريسة في تيارت على محاولة الانتحار بشربها لكمية من ماء الجافيل، حيث تم نقلها على جناح السرعة إلى مستشفى ابن سينا بفرندة لتستقر حالتها، في حين كان السبب وراء ذلك منعها من مزاولة دراستها من طرف أهلها مما جعلها ترفض القرار وتعبر عنه بمحاولة الانتحار.
تلميذ يرمي نفسه وآخر ينتحر لحصوله على نتائج ضعيفة
وأقدم تلميذ بالصف الثالث بثانوية شميريك بعاصمة الولاية غليزان المدعو ''ز. ي''، 19 سنة، على محاولة الانتحار بعدما تسلق عمودا كهربائيا مهددا الحضور بالانتحار، تعبيرا منه على رفضه للعلامات التي منحت له خلال الفصل الجاري، حيث حاول رمي نفسه من أعلى العمود الكهربائي إن لم يعد المعنيون بالملف طريقة تنقيط أوراقه. من جهة أخرى، حاول تلميذ في الصف الأول بمتقن بن عدة بن عودة بعاصمة الولاية غليزان وضع حد لحياته بعدما تسلق سور الأقسام وهدد برمي نفسه من الأعلى إذا حاول أي شخص الاقتراب منه، أين كان مصابا باضطراب نفسي خطير حسب نفس المصادر التي أكدت أن التلميذ وبعدما حاول حرق شعر تلميذ آخر باستعمال ولاعة كبريت داخل الثانوية تسلق سور المتقن خوفا من العقاب. وفي سياق ذي صلة، سجلت مدينة تيغنيف بولاية معسكر نهاية الأسبوع الفارط، انتحار تلميذ لا يتعدى سنه الـ13 من عمره بعد أن شنق نفسه عن طريق حبل لفه حول عنقه وربطه بسقف شرفة بيت عائلته بإحدى العمارات بحي 80 سكنا اجتماعيا وسط تيغنيف، ويعتقد أنه أقدم على وضع حد لحياته نتيجة لعدم تمكنه من الحصول على نتائج جيدة في هذا الفصل، خصوصا أنه كان من بين التلاميذ النجباء.
اختفاء تلميذين عن الأنظار ببرج بوعريريج
وشهدت ولاية برج بوعريريج خلال الأشهر الفارطة، تسجيل اختفاء تلميذين عن الأنظار، حيث أكدت وقتها مصادر ''النهار'' بأن التلميذ المدعو ''خ. موسى'' البالغ 41 سنة الذي يدرس في السنة الثالثة متوسط، قد اختفى عن الأنظار بدون سابق إنذار مما جعل العائلة وقتها تعيش على وقع الخوف والترقب. وحسب معلوماتنا، فإن سبب اختفاء التلميذ يعود إلى خوفه من العقاب الذي قد يتعرض له، خاصة أن أحد أفراد عائلته قد توعده بالعقاب في حالة عدم حصوله على معدل فصلي جيد، حيث يكون التلميذ قد فشل في تحقيق المبتغى، مما جعله يقرر الاختفاء هروبا من العقاب، كما عرفت مؤخرا أيضا عائلة ''ع'' بحي 17 أكتوبر والمتواجد بقلب مدينة برج بوعريريج، المعروف شعبيا باسم شعبة الفار حالة من الخوف والترقب لعودة التلميذ والإبن القاصر أسامة البالغ من العمر 16 سنة الذي يدرس حسب خاله في السنة الثالثة متوسط بإكمالية ابن باديس الشرقية بمدينة البرج، حيث إن التلميذ أسامة قد اختفى عن الأنظار في ظروف غامضة، قاصدا وجهة مجهولة. إذ بالرغم من بعض الأخبار التي وصلت العائلة التي تؤكد بأنه متواجد بمدينة سطيف حسب تصريحات خاله لـ''النهار''.
جمعية أولياء التلاميذ:الفراغ الروحي وغياب الوازع الديني وراء انتحار التلاميذ
كشف رئيس الاتحاد الوطني لجمعية أولياء التلاميذ احمد خالد، أمس، أن عدد التلاميذ المنتحرين منذ بداية الدخول المدرسي الجاري 2011-2012 بلغ أكثر من 20 حالة، مرجعا أسباب الانتحار في الوسط المدرسي إلى الفراغ الروحي للتلاميذ وغياب الوازع الديني. وقال رئيس الاتحاد الوطني لجمعية أولياء التلاميذ، أمس، في اتصال بـ''النهار''، إن من الأسباب المؤدية إلى الانتحار في الوسط المدرسي تلقي التلاميذ التربية الحسنة، وكذلك عدم توفير وزارة التربية الوطنية الجو الملائم للتلميذ للتعبير عن انشغالاته والصعوبات التي تعترض مشواره الدراسي. وأشار خالد احمد إلى غياب الحوار بين الأساتذة والتلاميذ، الأمر الذي يعمق الفجوة ويخلق العديد من المشاكل بين الطرفين وهو ما يؤثر سلبا على تحصيل ومردود التلاميذ. وأوضح احمد خالد، أمس، أنه من ضمن الأسباب التي أدت إلى تفاقم الانتحار في الوسط المدرسي غياب الحوار بين الأولياء والتلاميذ، إضافة إلى نقص الأيام التحسيسية في التعليم التي يجب أن يقوم بها الأخصائيون النفسانيون ودورهم يقتصر في التوجيه المدرسي.
آمال لكال
ربعي مليكة أخصائية في علم النفس التربوي لـ''النهار'':'' غياب أطباء نفسيين في المدارس وراء انتشار ظاهرة الانتحار وسط التلاميذ''
أكدت الباحثة في علم النفس التربوي ربعي مليكة، أن الظروف الاجتماعية والنفسية للتلاميذ وعدم وجود المتابعة من قبل الوالدين وراء انتشار ظاهرة الإنتحار وسط التلاميذ المتمدرسين، إضافة إلى عدم تخصيص أطباء في علم النفس العيادي والتربوي. وقالت الأخصائية في علم النفس التربوي، أمس في اتصال مع ''النهار'' أن الظروف الاجتماعية والنفسية ونقص الوازع الديني عادة ما يكون لها تأثير على المراهقين، فتجدهم قابلين لتقبل أي فكرة سواء كانت حسنة أو سيئة كما أنهم لديهم رد فعل سريع. وأضاف أن هناك أيضا المشاكل المتعارف عليها، كالطلاق، مؤكدة أيضا أن مرحلة المراهقة تكسب الشخص سلوكات غير متكونة تحتاج لوقوف الوالدين إلى جانب الأولاد ليكونوا كحصانة لهم لمنعهم من القيام ببعض التصرفات غير السوّية. وأوضحت الأخصائية، أن دور المدرسة في التربية النفسية يعرف نقصا كبيرا، بفعل انعزال المعلم ووجود هوة بين الطرفين، كما ربطت المتحدثة ظاهرة الانتحار بحالة الطقس التي تعرف في الصيف ارتفاعا بسبب إفراز هرمونات في الجسم تؤدّي عادة إلى اضطرابات نفسية. وذكرت النفسانية، أن الاختلاف الموجود في التكوين الداخلي للإنسان يؤدي إلى اختلاف في التأثر بالعوامل الخارجية وبالتالي يؤدي إلى اختلاف في السلوك، والسلوك إما أن يكون سلوكا سوّيا ويقصد به السلوك الذي يتماشى وأنماط السلوك المعتاد، إذ يعتاد القيام بمثل هذه التصرفات في جماعة معينة أو في مجتمع، وإما أن يكون سلوكا غير سوي مثل الانتحار، السرقة والإنحراف.