- wafa كتب:
- الانتقام شخصي
الذي اريد ان افعله
...................مواجهة الفتن
عن سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ انه سمع رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ سَتَكُونُ فِتْنَةٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي وَيَكُونُ الْمَاشِي فِيهَا خَيْرًا مِنَ السَّاعِي.
وفي رواية: فَإِنْ أَدْرَكْتَ ذَاكَ فَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْمَقْتُولَ وَلَا تَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْقَاتِلَ.
وفي رواية: فَمَنْ أَتَتْ عَلَيْهِ فَلْيَمْشِ بِسَيْفِهِ إِلَى صَفَاةٍ (يعني إلى صخرة ملساء صلبة) فَلْيَضْرِبْهُ بِهَا حَتَّى يَنْكَسِرَ ثُمَّ لِيَضْجَعْ لَهَا حَتَّى تَنْجَلِيَ عَمَّا انْجَلَتْ.
وفي رواية: إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي فَاكْسِرُوا قِسِيَّكُمْ وَقَطِّعُوا أَوْتَارَكُمْ وَاضْرِبُوا بِسُيُوفِكُمُ الْحِجَارَةَ فَإِنْ دُخِلَ عَلَى أَحَدِكُمْ بَيْتَهُ فَلْيَكُنْ كَخَيْرِ ابْنَيْ آدَمَ. والمقصود: ابن آدم الذي قال: لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ. ورفض أن يقتل أخاه.
ما معنى هذه الروايات؟
حين تحدث الفتن والاقتتال الداخلي تسمع كل طرف يرى نفسه مظلومًا، وأنه قد اضطر للقتال دفاعا عن النفس، ولن تجد من يرى أنه هو البادئ في القتال.
لذا فإن الحل يكمن في أن يلتزم كل طرف بأن لا يعطي أي مبرر للطرف الآخر ليظن مثل هذا الظن، وهذا لا يتأتى من غير عدم الردّ على أي استفزاز من الطرف الآخر، وعدم القيام بأي اغتيال، وعدم التحريض عليه. ويمنع تشويه الطرف الآخر وتخوينه وظن السوء فيه، كما يُمنع التحدث بلسانين والظهور بوجهين، بل لا بدّ من الصدق والصراحة والوضوح.
وقد يقول طرف: إن الطرف الآخر متواطئ مع العدو، وأنه يفتعل المشاكل، وأنه لا بدّ من أن نُلجمه بالقوة، ذلك أن سكوتنا وصبرنا سيُفسّر على أنه ضعف، حيث يستغله ذلك الطرف للفتك بنا أشد مما يفتك. لذا كان لا بدّ من الردّ على كل استفزاز، ولا بدّ من رد الصاع بصاعين، ليرتدع البادئ بالفتنة.
هذه النظرية هي مقدمة الدمار الشامل، ذلك أن الطرف الآخر لن يرتدع من رد الصاع بصاعين، بل سيرد الصاعين بأربعة، وهكذا. إن روح الانتقام غريزة بين البشر، لذا جاء الدين ليمنع هذا التصرف الغريزي، وليرشد الإنسان إلى الصبر والتسامح والعفو. ولن تجد آية واحدة تقول: ردوا الصاع بصاعيْن، بل ستجد: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ.. أي قابل السيئة بحسنة. وستجد: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ..
إن الردّ على المهاجم لا يكون إلا إذا كان منطلقًا من دولة ضد الدولة أو الكيان الذي نعيش فيه، ففي هذ الحالة يجب علينا أن ندافع عن نسائنا وأولادنا وأرضنا.. أما الاقتتال الداخلي فليس عدوانا على النساء ولا على الأولاد ولا على الأرض، بل فتنة يجب العمل على وقفها بأسرع ما يمكن، وهذا لا يتم من خلال الردّ والردّ المعاكس، بل من خلال التوقف السريع عن أي ردّ فعل.
وحتى حين نقاتل العدو الخارجي فليس لنا أن نقضي عليه أو أن نبالغ في الردّ على عدوانه، بل نردّ العدوان بمثله، قال تعالى (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) وقال أيضا: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ).
وفي هذا السياق لا بد من ضرب أمثلة على الفتنة الداخلية، ففي العراق لا زال السنة والشيعة يقتتلون، وكل طرف يتهم الطرف الآخر بأنه البادئ، ولا زالت عائلاتهم تُهجّر، ويُظهر كل طرف منهم على قناته الفضائية مأساةَ أبناء مذهبه، ويرى نفسه الضحية، ويحرّض على الردّ تصريحًا أو تلميحًا. وهكذا حالهم في باكستان.. إننا نرى أن على الحكومة في أي بلد حماية المواطنين فيه، وتطبيق القانون والنظام، فإن تواطأت الحكومة مع القتلة، فليس لنا إلا أن نشتكي إلى الله، وليس الانقلاب على الحكومة والغدر بها، فهذا محرّم بلا ريب. ولقد شاهد الناس وسمعوا قبل سنة حين انقضّ ثلاثة مسلحين على مصلّين أحمديين في مسجدهم في صلاة الصبح في باكستان، ولم يقم الأحمديون بأي ردّ سوى الدعاء إلى الله الذي زلزل الأرض في باكستان كلها بعد ساعات معدودة من الحادث الإجرامي، وقُتل فيه مائة ألف.
إننا نتوجه إلى طرفي النـزاع بين أبناء شعبنا أن يضبطوا عناصرهم المتسرعين، وأن يُسكتوا المحرضين على الفتنة، محترفي التخوين والتكفير والتشويه. وعلى أبناء الحزبيْن في كل منطقة أن يتعاهدوا على أن لا يمس بعضُهم بعضًا بسوء حتى لو اقتتل أبناء تنظيميْهم في مدن أخرى، أو في قطاع غزة كما هو متوقع.
اللهم احفظنا من كل شر ومن كل سوء، اللهم من أراد بالمسلمين سوءا فخذه أخذ عزيز مقتدر، اللهم جنّبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
لا تخن من خانك ولا تسيء لمن اساء اليك.كونى امة لله ةلا تتبعى الهوى فيضلك ويبعدك عن سيبل الله.